لقد أظهرت جائحة كورونا المستجدة بما لا يدع مجالاَ للشك مدى هشاشة البشرية حينما تواجهها الكوارث الطبيعية. كما كشفت النقاب كم يبدو مهزوزاً الاقتصاد العالمي برمّته. لا شكّ أن معظمنا تأثر مالياً من جراء جائحة كورونا سواء أكان صاحب عمل، موظف، أو خريج حديث العهد يبحث عن عمل. و فيما يبدو أن الوحيدين الذين استفادوا من الجائحة هم المستثمرين الذين استغلوا الأزمة لمصلحتهم.
وفي هذه الدورة التعليمية، ستتعلّم بشكل أساسي عن خيارات البيئة الآمنة أثناء الأزمة المالية. فهذه الدورة موجّهة نحو أي شخص ينتابه القلق بشأن أمنه المالي بصرف النظر عن ثروته الحالية. فلربما تكون ممّن يعتقد أن الاستثمارات قدّر لها أن تكون للأثرياء فقط، لكن ذلك ليس صحيحاً بالمطلق. فالأثرياء بطبيعة الحال أكثر قدرة على تحمّل المخاطر، لكن بشيء من الحصافة في تنويع الموارد والاستراتيجيات يمكنك بدء استثمارك بأقل مخاطر ممكنة.
إذا كنت ممّن يصبو نحو الثراء بسرعة، فلا شكّ أن هذه الدورة التعليمية ليست لك! وإذا كنت ممّن يرغب بزيادة ثروته بشكل بارز وجلي فهذه الدورة أيضاً لا تستهدفك. أما إن كنت ممّن يطمح لأن يحسّن من أوضاعه المالية عندما تضرب الأزمة المالية بجذورها، فهذه الدورة إذاً تهمّك. سينصب تركيزنا في هذه الدورة حول السلامة والحماية على الصعيد المالي للأفراد.
لا تعتبر هذه الدورة التعليمية دورة استثمارية تقليدية، بل تعتبر دورة متخصّصة للتحدّث عن الاستثمارات الآمنة خلال الأزمة المالية. ولهذا السبب، فإننا سنبدأ بشرح طبيعة الأزمة المالية في شقين اثنين: التعريف والأسباب. ومن ثمّ سنتطرّق لدورة الدين لاستعراض فكرة أن الأزمات المالية تحدث بشكل عضوي ودوري نظراً لطبيعة النظام الاقتصادي، وليست ناجمة عن مصادفات عشوائية محضة. بل هي قابلة للتنبؤ إلى حد ما.
سنسهب لاحقاً في شرح عقلية الاستثمارات الآمنة: سواء أكانت استثمارات مالية، أو استثمار في الوقت. كما سنسلط الضوء حول أهمية التنوع. سنتحدث بعد ذلك عن الخيارات الشائعة للاستثمار الآمن خلال الأزمة المالية والتي تتألف من المعادن الثمينة، النقد، الأراضي الزراعية وغيرها من الأمور ذات القيمة الاستعمالية للبشر.
وفي الخطوة التالية، سنناقش خيارات استثمار أكثر مخاطرة إذا ما كان بجعبتك مزيد من المال وتصبو في ذات الوقت نحو تحقيق الربح السريع. ومثل هذه الخيارات تتضمّن الأسهم الدفاعية، عملات البيع على المكشوف والعملات الرقمية المشفرة.
أخيراً وليس آخراً، سنقترح خيارات استثمارية لأولئك الذين يملكون بحوزتهم موارد مالية بالحد الأدنى أو يفتقدوها تماماً. مثل هذه الخيارات اجتماعية بطبيعتها، وتتمحور حول الاستثمار في ذاتك وفي الأخرين في آن معاً، وأن تطمح لأن تكون أكثر استدامة واكتفاءً على الصعيد الشخصي في زمن تتسيّده التكنولوجيا بطبيعتها دائمة التقلّب.
نأمل أن تكون هذه الدورة التعليمية بمثابة طوق النجاة التي تساعدك على الإبحار في ظلمات الأزمة المالية.
خلال هذه الوحدة ستتعرف على نبذة عن تاريخ المال والنقد والدين. سيتبين لك أن تاريخ الدين أقدم من تاريخ الدين، ووجود الدين كجزء من الاقتصاد الحالي هو السبب الرئيسي لنمو الاقتصاد من جهة، ولتكون دورات دين القصيرة منها والطويلة، والتي تنتهي بأزمة اقتصادية.
قبل الدخول إلى العالم التقني للاستثمار، ستتعلم في هذه الوحدة كيفية تقييم وضعك المالي الحالي. تبدأ الوحدة بتقييم علاقتك النفسية بالمال، من ثم ستتعلم كيفية عمل ميزانية شخصية لك، و تنتهي بمعرفة آلية وضع خطة استثمارية تتناسب مع وضعك الشخصي.
تقدم لك هذه الوحدة بعض الخيارات الآمنة الكلاسيكية للاستثمار في الأزمات الاقتصادية. نتحدث عن النقد، والمعادن الثمينة والأراضي الزراعية بشكل أساسي. إذا أردت البدء بالاستثمار الآمن عليك بالبدء بهذه الخيارات.
تقدم لك هذه الوحدة خيارات استثمارية أشد خطورة يمكنك التوجه لها خلال الأزمات الاقتصادية. الخيارات الاستثمارية المعروضة في هذه الوحدة تعد استثمارات معقدة نوعا ما، لذا ينصح بالحذر عند التعامل مع هذه الخيارات.
إن لم تكن تملك المال الكافي للاستثمار، لا تقلق. ستوفر لك هذه الوحدة بعض الحيل والأدوات التي يمكنك استغلالها لزيادة أمنك واستقرارك المالي خلال الأزمات الاقتصادية. سنتكلم بشكل رئيسي عن خيارات للاستثمار الناجح للوقت.
يحمل المهندس عبدالله الباشا شهادة الماجستير في الريادة وإدارة الشركات الصغيرة والمتوسطة من جامعة ماستريخت في هولندا. يؤمن عبدالله بفكرة أن الفرد لا يمكن أن يكون ثرياَ بمزاولته لوظيفة تتطلّب دواماً يومياً كاملاً من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءاً، وكان قد عمل على تأسيس عدة شركات في كل من هولندا، أندونيسيا، الأردن. وآخرها شركة Growaholic Lab : وهي شركة استشارات تهدف لتحقيق النمو السريع لعملائها من خلال اتباع استراتيجيات تسويقية ترتكز على الإبداع والبيانات المجتمعية. كما عمل كمستشار أعمال مستقل منذ سن ال ٢٥ عاماً. آخر المشاريع التي عمل بها كانت مع مكتب رئاسة الوزراء في الأردن للإشراف على جائزة ولي العهد لأفضل تطبيق حكومي. كما يعمل عبدالله ككاتب، متحدّث، ومستثمر في العملات الرقمية المشفرة. فهو عضو مؤسس لنادي البلوكتشين في ماستريخت، كما تم دعوته كمتحدّث إلى قاعة مدينة عمّان في مناظرة مع البنك المركزي الأردني حول العملات الرقمية المشفرة. شغوف بالاقتصاد والمال، ونجح في المستوى الأول من امتحان CFA المرموق. كان ولا يزال يكتب عشرات المقالات حول تاريخ الاقتصاد وفلسفة المال. ويعتبر من أبرز الكتاب في الاقتصاد على موقع التدوين الشائع .medium
الرجاء استخدام أحد المتصفحات التالية Chrome, Firefox, Safari, Edge. تحميل متصفح مدعوم